عملت منصة أكاديميون الثقافية الغير ربحية على استقطاب نخبة متميزة من القامات ذوي الخبرة في مختلف المجالات العلمية والأدبية لنشر المعرفة والعلوم من خلال أعضاء وسفراء ومستشاري المعهد، كما تبث المنصة سلسلة لقاءات أسبوعية تفاعلية تلقي بظلالها على الكثير من النقاط المهمة في شتى المجالات، وقدمت المنصة يوم الثلاثاء 11 ربيع الثاني لعام 1443هـ الموافق 16 نوفمبر 2021م أمسية للأستاذة: نادية هكو، الاستشارية التربوية، وكانت الأمسية بعنوان (الحوار مع النصارى)، حيث بدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءً عبر تطبيق زووم، وقام بتقديم ضيفة الأمسية الدكتور مشعل المحلاوي.
بدأ الأستاذة هكو الأمسية بتوضيح دوافع الحوار السليم مع النصارى التي تتكون من دوافع دينية، وأخرى نفسية واجتماعية، ووضحت الدوافع الدينية التي تكمن في: طاعة الله عز وجل، ثم أنه شعبة من شعب الإيمان، وكذلك أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن ذلك انتصار على الشيطان، وكما أن بها تكون النجاة من النار، وأيضًا الكلمة الطيبة من أسباب دخول الجنة.
وعرجت الأستاذة هكو إلى الدوافع النفسية والاجتماعية التي تدور حول: كسب ثقة المتحاور، واجتناب الوقوع في المشاكل، حيث إذا كان هناك مشاكل يساعد الحوار السليم على حلها، فكم من الحروب في التاريخ حصلت والسبب فيها الحوار السيء، وكم من حروب توقفت بسبب الحوار السليم، ثم أشارت إلى خلق علاقات سلمية وسليمة، ويكون ذلك بحسن الاستماع للآخر فذلك يغذي لديه الإحساس أنه داخل دائرة اهتمامك وهذا بدوره يغذي الاحترام، وكذلك المشاركة؛ فالحوار السليم يزيد في المشاركة معك في الأمر الذي تود الوصول إليه وبالتالي زيادة الرضا من الطرفين، ثم بينت أن الحوار السليم واللين يخلصك من الإحساس بالتعالي، فيجب الالتزام بالآداب والأخلاق السامية عند الحوار، وعدم الانتقاص من قيمة المخاطب وهذا بحد ذاته دعوة للحق.
ثم شرحت الأستاذة هكو كيف ترى نفسك في هذا الكون؟ فإذا رأيت نفسك أنك واحد من ثماني مليارات وفكرت أنه لا يهم كيف سيكون حوارك ولا يهم كيف يؤثر على الآخر فهذا غياب الإحساس بالمسؤولية، أما إذا فكرت فعلاً أنك في شبكة من خلالها تستطيع أن تؤثر على ألف شخص وهو على تواصل مع ألف شخص آخرين معنى ذلك أنك يمكنك أن تتواصل بل وتؤثر على مليون شخص وربما أكثر من خلال الحوار السليم، هكذا تشتغل الشبكة؛ لأن الشبكة تمر من شخص إلى شخصين وأكثر فأكثر، إذًا لا تستهين أبداً من شأن كلامك عندما يتعلق الأمر بقول الحق خصوصًا.
وعرضت الأستاذة هكو إلى أن الأفعال تؤثر أكثر من الأقوال، ثم تحدثت عن قصة الصحفية الأمريكية الشهيرة "إليزابيث جيلبرت" مع المرأة الأندونيسية المسلمة، حيث ذكرت إليزابيث قولتها المشهورة في تلك القصة: "هذا حقًا صنع الله من خلال لطف شخص ما"، ثم أشارت الأستاذة إلى أن هذه المرأة الأندونيسية علمت إليزابيث آداب الإسلام من تحية وإطعام ورعاية، علمتها التوحيد، علمتها الاعتراف بنعمة الله عز وجل وغير ذلك دون أن تقول أي كلمة؛ لأن اللغة كانت عائق بينهما، وهذه المرأة الأمريكية من المشاهير وقصتها الآن يشاهدها الملايين.
وختمت الأستاذة هكو الأمسية أن الحوار السليم كما قال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية: (إلا من أتى الله بقلبٍ سليم) وخص القلب بالذكر لأنه إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت الجوارح.