تطلق منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية أمسيات أسبوعية كل ثلاثاء مساءً لتسليط الضوء على مواضيع يهم المجتمع المعاصر في كافة المجالات، وتضم الأمسيات نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، وأمسية هذا الثلاثاء 18/4/1443هـ الموافق 23/11/2021م بعنوان (مهارات متقدمة في التدريب) التي ألقاها الأستاذ: خالد العرابي الحارثي مشرف التدريب والابتعاث والتطوير الأكاديمي بالتدريب التربوي بتعليم جدة، والكوتش الصحي الدولي المعتمد، وبدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءً على تطبيق زووم، وأدارت الأمسية الدكتورة سونيا أحمد مالكي.
بدأ الأمسية الأستاذ الحارثي بتوضيح الهدف العام للتدريب المتقدم ويكمن في إحداث تغيير ذاتي وذلك بتبصير الفرد بقدراته وتحرير طاقاته الكامنة من أجل أداء وجودة حياتية أعلى، وتمكينه ومساعدته لإحداث التغيير المهني والشخصي المطلوب من خلال تيسير عملية التعلم ورفع وتطوير الأداء والمسؤولية الحياتية، كما تطرق إلى منظومة التدريب، وألقى الضوء على علاقة التعليم والتعلم بالتدريب حيث أن عملية التعلم أشمل، فيتعلم الإنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فيتعلم من الحياة، والأقران، والإعلام، ومن الشارع، ومن التجارب، أما التدريب يأتي في مرحلة بعد التعليم، وبلا شك أن التعليم قد يكون خلال عملياته وجود شيء من التدريب ولكن الأغلب هو التعليم أي التركيز على المعارف أكثر من المهارات.
وأشار الأستاذ الحارثي أن التدريب في وقتنا الحاضر أخذ بعدًا جديدًا، وفلسفة عصرية، وتغيير في فكر المؤسسات والشركات حيث أدى إلى ازدهار في التدريب، وتغير في التكلفة حيث انخفض أسعار البرامج التدريبية عن الماضي ولجائحة كورونا الفضل في انتشار التدريب عن بعد وخفض تكاليفه المادية، كما أن للتدريب أثر إيجابي على الأفراد حيث توجه الأفراد إلى التدريب في الفترة الأخيرة لأنهم وجدوا أثرًا ايجابيًا للتدريب على نفسياتهم وعلى سلوكهم ومهاراتهم.
ونوه الأستاذ الحارثي أن التدريب بشكل عام يهتم بثلاثة محاور رئيسية وهي المعرفة، والمهارة، ثم الاتجاه، ولعل من أصعب المهارات ومن أصعب أدوار التدريب هو تغيير الاتجاه والقناعات، ثم تحدث عن مراحل تطور التدريب، فالمرحلة الأولى تهتم بالتركيز على تحقيق المهارة وتسمى بمرحلة "البدايات" ويتطلب من المتدرب التكرار للمهارة حتى تتحقق وهو أسلوب المحاولة والخطأ، والمرحلة الثانية تهتم بتقديم العلوم والمعارف وتسمى "مرحلة التوعية" ويتطلب من المدرب والمتدرب اتقان المهارة والتوسع في المعلومة، والمرحلة الثالثة تهتم بمشاركة المتدربين في تقديم العلوم والمعارف والمهارات، وتسمى مرحلة "مشاركة المتدرب TCT" ويتطلب من المدرب القدرة على الإدارة واستثمار قدرات الآخرين ومساعدتهم على تحقيق أهداف البرنامج التدريبي، وهو التدريب المرتكز على المتدرب، والمرحلة الرابعة تهتم بإنتاج سلوك جديد أفضل مبني على الاحتياج الفعلي وتسمى "مرحلة تدريب" وتتطلب فيه مدرب حقيقي مبدع قادر على تقديم المعلومة الجديدة وتحويلها إلى مهارة جديدة، والتحفيز إلى اتجاه إيجابي، وتكوين السلوك الجديد.
كما شرح الأستاذ الحارثي مثلث التدريب الذي يتكون من التعلم، والاستمتاع، ثم التغيير أو التطور، كما تحدث عن الفرق بين الدورة التدريبية والبرنامج التدريبي، كما أشار إلى أنواع البرامج التدريبية حسب المحتوى من برامج تنشيطية، وبرامج علاجية، وبرامج تطويرية، ووضح مصطلحات التدريب وعلاقته بالزمن، بالإضافة إلى علاقته بالمحتوى، ثم تحدث عن المهارات المتقدمة في التدريب، ومكونات التدريب، واستراتيجيات ومهارات خاصة بالتدريب.
وقدم الأستاذ الحارثي بعض من النصائح للمدربين خلال التدريب حيث وجههم إلى عدم الخلط بين الاستمتاع ولغة "التهريج" الذي بدوره قد يضعف من التدريب، كما أن روح الدعابة والفكاهة مطلوب في التدريب ولكن في حدود اللباقة واللياقة الأدبية من خلال التواصل والتفاعل في عمليات التعليم أو التدريب، كما أكد أن التدريب عن بعد قد يفقد الالتقاء المباشر في التواصل كلغة الجسد، ولكن المدرب الجيد هو الذي يستطيع أن يستخدم أدوات بديلة تعوض ذلك، كما أن بعض التطبيقات تخفف ذلك الأثر وتعوض نقص التواصل بين المدرب والمتدربين.