تطلق منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية أمسيات أسبوعية مساءً لتسليط الضوء على مواضيع يهم المجتمع المعاصر في كافة المجالات، وتضم الأمسيات نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، وأمسية يوم الإثنين  9/5/1443هـ الموافق13/12/2021م بعنوان: (المهارات الفنية في اللقاءات الافتراضية) التي ألقاها الأستاذ الدكتور: خلف حسين جرجري أستاذ طب الأطفال جامعة دهوك، واستشاري طب الأطفال بمستشفى هيفي التعليمي بالعراق، وبدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءً على تطبيق زووم، وقدمت الأمسية الدكتورة سونيا أحمد مالكي.

بدأ الدكتور جرجري الأمسية بمكونات البيئة التعليمية التي تتألف من: المحاضر الذي يقدم المحاضرة، والقاعة أو المكان المعد لإقامة اللقاء، والحضور؛ فتوافر تلك الأمور الثلاثة تساعد على نجاح المحاضرة وتكون نموذجية، ثم ذكر أهمية المصداقية والفواصل في المحاضرات الافتراضية لكسب ثقة الحضور، فالثقة في المحاضرة تأتي من خلال ثلاثة أمور: الرسالة التي يوجهها المحاضر للجمهور، طريقة إلقاء المحاضرة، والمؤثرات المرئية.

وعرج الدكتور جرجري على كيفية جعل الحضور منتبهين أثناء المحاضرة وذلك من خلال التواصل البصري، وكذلك من خلال الحركة وطبيعة الصوت، وعلامات الوجه وتقاسيم الوجه، ثم بيّن كيفية كسب ثقة الآخرين؟ وذلك من خلال اللباس والمظهر المميز، واللغة وأحيانًا في السكتات البسيطة، ثم وضح كيفية جعل الآخرين يتفاعلون أثناء المحاضرة؟ ويكون ذلك من خلال النظرات فالنظر إلى الكاميرا في المحاضرات الافتراضية يجعل المتلقي يظن بأن المحاضر ينظر إليه، وكذلك لغة الجسد مهم جدًا فالجلوس بطريقة غير لائقة أثناء المحاضرات غير مقبول، ثم أكد على أن نغمة الكلام يجب أن لا تكون بطيئة ومتساوية ولكن يجب أن تزداد أحيانًا وتنقص أحيانًا أخرى، ويتكلم المحاضر بهدوء وكذلك قوة الصوت وسرعته مهمة جدًا فيجب عدم السرعة وكذلك عدم الإبطاء في الصوت، ثم ذكر أن طريقة الإلقاء مهمة جدًا في اللقاءات الافتراضية فيجب التركيز على استخدام لغة الجسد حتى لو كانت المحاضرات خلف الشاشات.

كما شرح الدكتور جرجري النقاط المهمة التي يجب أن يتفاداها المحاضر في اللقاءات أو المحاضرات وذلك بعدم قول: هل هذا يعمل؟ وكأنه يعني أنه لم يقم بفحص الأجهزة قبل اللقاء، كما أن في اللقاءات التي لا يكون فيها رئيس جلسة يجب أن يكون الحديث بصيغة الجمع، ولا ينبغي أن يقول المحاضر هل هناك سؤال؟ لأن ذلك يعني أن يفترض من المتلقين ألا يكون لديهم أسئلة ويؤكد على ذلك من خلال ذلك السؤال، وبدلاً من ذلك يقول المحاضر: ماهي الأسئلة التي تريدون طرحها؟ فذلك يشجع المتلقي على السؤال، كما ذكر أنه لا ينبغي من المحاضر أن يعتذر إذا كان الوقت متأخرًا أو غير ذلك، بل ينبغي أن يشكر الحضور بأنهم متواجدين للاستماع إلى المحاضرة، وأضاف انه يجب أن يكون هناك سكتات بسيطة في أثناء الإلقاء، وإذا علق أحدهم أثناء المحاضرة ينبغي عدم الرد بجملة يكون فيها كلمة "لكن"، ولكي يتم تصحيح الجملة بعبارة تؤكد التصحيح دون الإساءة إلى الشخص الذي أعطى الملاحظة.

كما أشار الدكتور جرجري لأهم الأمور التي يجب المحافظة عليها أثناء المحاضرة كالاستمتاع بجعل الحضور والمتلقين يصلوا إلى مرحلة يستمتعون فيها بالمحاضرة، ولا ضير في وجود نوع من المزاح أثناء المحاضرة، وأن يكون هناك فرصة للتفاعل من المتلقين، وأن لا يكون التركيز على شخص واحد أثناء المحاضرة، وينبغي عدم إزعاج أحد من الحضور لأن ذلك يزعج الآخرين، وتطرق كذلك إلى كيفية بناء المحاضرة، والأمور التي يخشى منها المحاضر، ثم تطرق إلى النقاط المهمة التي يجب مراعاتها قبل اللقاء في وضع الأجهزة الكهربائية والتأكد من وجود مصادر للإنترنت أثناء وقبل اللقاء، وأن يكون هناك جهاز بديل في حال انقطاع الإنترنت، وأهمية الاحتفاظ بالمحاضرة في عدة أماكن، والتأكد من جاهزية كل شيء قبل البدء في اللقاء، ثم تحدث عن المؤثرات البصرية الجيدة والرديئة، إضافة إلى العرض الجيد واختيار الألوان المناسبة، والبعد عن الحشو بالمعلومات في الشرائح، وإضافة الصور المعبرة وما إلى ذلك من الإضافات التي تضفي على الشرائح قيمة وفائدة.