جامعة أكاديميون العالمية AIU :: الندوة العلمية لمنصة أكاديميون الثقافية تحصد نجاحًا باهرًا

الندوة العلمية لمنصة أكاديميون الثقافية تحصد نجاحًا باهرًا

الجمعة 31 ديسمبر 2021

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أطلقت منصة أكاديميون الثقافية ندوة علمية بعنوان "اللغة العربية والتواصل الحضاري" وذلك يوم الثلاثاء 1443/5/24هـ الموافق 2021/12/28م مساءً عبر البث المباشر في برنامج اليوتيوب لمنصة معهد أكاديميون الدولي للتدريب، وقام بإدارة الندوة الأستاذ عبدالعزيز طياش المباركي، وبتنسيق من الدكتورة سونيا أحمد مالكي.

بدأ الندوة  الدكتورمشعل بن ياسين المحلاوي مؤسس منصة أكاديميون بورقة عمل بعنوان "اللغة العربية وتعزيز التواصل الحضاري"، حيث تحدث الدكتور عن تفاعل أفكار الشعوب بعضها ببعض وتجاربها الحضارية، وقوتها تكمن بمدى تأثيرها بالحضارات الأخرى، ووضح أن اللغة العربية ركنًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا في العالم، كما أنها تتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما يزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبين الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها.

كما تناول الدكتور يوسف العياشي الكلاَّم أستاذ العقائد ومقارنة الأديان بجامعة القرويين مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط المغرب في ورقته "فضل القرآن على اللغة العربية" أنه لا سبيل للتعرض للحضارات والثقافات المختلفة إلا من خلال مفتاح اللغة فمن يجهل لغة أمة جهل ثقافتها وأعرافها وتقاليدها، فقد عدّ القرآن اختلاف الألسن وتعددها آية من آيات الله الدالة على عظمته، واللغة العربية كانت منذ زمن إسماعيل عليه السلام وكانت اللغة السائدة لعدة قرون دون أن تتجاوز الجزيرة العربية وانتشرت على بقاع العالم بعد مجيء الإسلام، وأضاف فضل القرآن الكريم على اللغة العربية في عدة أمور حيث جعلها الله سبحانه وتعالى لغة آخر الكتب السماوية المنزلة، وأعطاها مكانة مقدسة وجعلها محل اهتمام المؤمنين وعنايتهم، كما جعلها لغة تعبدية لا تجوز الصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب بالعربية، كما أن اللغة العربية هي السبيل إلى معرفة أحكام الله وعقائده ومعرفة أسمائه وصفاته.

تخلل الندوة قصيدة للشاعرة وفاء بنت سالم الغامدي بعنوان "اللغة المعجزة" التي أتت في مطلعها:

تزامن الشوق في قلبي أيّا لغتي                          يا ضاد فلتصدحي سحرًا على شفتي

صُبي رحيق الندى الرقراق منتشيًا                       يذكي شرايين بوحي عبر محبرتي.

وعرض الدكتور محمد عبدالله الشرقاوي أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان والدراسات الاستشراقية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ورقة عمل بعنوان "لغة الضاد في عيون المستشرقين" أشار فيها على أن اللغة العربية هي أداة التواصل الحضاري وإن الاستشراق جسر هذا التواصل الحضاري خصوصًا بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وقد فُتن المستشرقون باللغة العربية وسحرت أكثرهم، ومن بينهم المستشرق "ارنست رينان" حيث قال: "من الغريب المدهش أن تنبت تلك اللغة العربية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى المقفرة عند أمة من القبائل الرحل وقد فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحُسن نظام مبانيها، ولم يُعرف في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى"، وكما أشار إلى مداخل المستشرقين لدراسة اللغة العربية حيث كان لهم مدخلان: الأول: خبرتهم ومعرفتهم وملاحظاتهم للغاتهم الخاصة بهم، والثاني: دراسة اللغة العربية دراسة مقارنة بأخواتها الساميات وتوصلوا إلى نتائج هامة.

وتضمن الندوة أبيات شعرية للشاعر محمد جابر المدخلي بعنوان "بريق من لغة الخلود" جاء في مطلعها:

باب الذهول سما وتاه الكوكب                                وإلى حروف الضاد زُف الموكب

فتربعت مبهج الخليقة وارتدت                                حللاً يغازلها العشيق ويخطب

ثم تطرق الندوة إلى مداخلات الحضور الثرية التي أضافت رونقًا خاصًا لأجواء الندوة، كما كان لتلك المداخلات الأثر البالغ في بلوغ الندوة الغاية المنشودة منها.