تستأنف منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية رحلتها مع بداية العام الميلادي الجديد في لقاءها الأسبوعي كل ثلاثاء مع نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، وأمسية الثلاثاء 1443/6/1هـ الموافق 2022/1/4م كانت بعنوان "التدريب.. أسرار وخفايا" ألقاها الأستاذ: خالد ثابت العرابي الحارثي مشرف التدريب والابتعاث بوزارة تعليم جدة والمدرب والكوتش الصحي الدولي المعتمد، وانطلقت الأمسية في التاسعة مساءً بتوقيت المدينة المنورة، عبر البرنامج المرئي زووم، وقد أدارت اللقاء الدكتورة سونيا أحمد مالكي.
تضمن اللقاء عدة محاور بدءًا بالتدريب العام والمتخصص حيث وضح الأستاذ الحارثي أن التدريب العام يختص بالتنمية البشرية، والتدريب المتخصص عبارة عن علمي وفني، ثم تطرق إلى أحد أهم خفايا التدريب وهو "صناعة الهالة" وذلك لمن ليس لديهم خبرة ودراية والعمق العلمي، ولكنهم دخلوا في صناعة التدريب من أجل الكسب وبالتالي صنعوا لأنفسهم وبطرق مختلفة هالة لينافسوا أولئك الناجحون والمتميزون، ثم تحدث عن "الغمر والإبهار" الذي يهدف إلى إبهار المتدرب بمعلومات حديثة جدًا ودقيقة ومبهرة ورائعة، لكن الهدف ليس فقط إفادة المتدربين ولكن الهدف أحيانًا إبهار المتدرب حتى يسلم بأن هذا المدرب خبير، وغالبًا تكون تلك المعلومات قريبة من تخصص المتدربين، وبذلك الإبهار يصنع المدرب حوله مجالاً حتى لا يقترب منه الأخرون لمعرفته عن قرب أو عن كثب ويكتشفوا نواحي القصور لديه.
ثم أشار الحارثي إلى مكنون "التدريب الجماهيري" فهي ظاهرة يقدم من خلاله التدريب مجانًا ثم يكون بأعداد كبيرة، وفي قاعات فخمة ويعلن عن البرنامج بأنه مجاني ولكن في الحقيقة غير ذلك، فإنه "عندما يقدم الشيء بلا ثمن فأعلم أنه غالبًا أنت الثمن" فإذا دعي المتدرب للتدريب المجاني فتكون المذكرة والشهادة بمبلغ مالي معين.
كما وضح الحارثي أسرار نجاح المدرب الذي يكمن في: علاقات التواصل والتفاهم، وفي الحدس والحضور، وفي بناء وتوجيه الأسئلة، كما شرح استراتيجية من استراتيجيات الأسئلة التي تثير التفكير وهي "الاستثارة العشوائية" وهي إحدى آليات إنتاج الأفكار الإبداعية الجديدة، وتستند على فكرة ضرورة تحريك الدماغ واستثارته للخروج عن قوالب سابقة من خلال إيجاد علاقات جديدة بين أشياء لا توجد أصلاً بينها علاقات.
وعرج الحارثي إلى أهداف التدريب، وبيّن الهدف الأسمى من التدريب الذي يصل بالمتدربين إلى وعي وإدراك أعلى بالذات والقدرات، والتخلص من المعتقدات السلبية، ليحققوا أهدافهم السامية في الحياة، والتي خلقنا من أجلها، ومنها تحقيق الخلافة في الأرض، ثم الوصول لرضا الله ثم دخول الجنة.