جامعة أكاديميون العالمية AIU :: (اللغة العربية وتأثيرها على بناء الحضارات العالمية) أمسية الثلاثاء لمنصة أكاديميون الثقافية

(اللغة العربية وتأثيرها على بناء الحضارات العالمية) أمسية الثلاثاء لمنصة أكاديميون الثقافية

الإثنين 31 يناير 2022

نظمت منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية أمسية بعنوان (اللغة العربية وتأثيرها على بناء الحضارات العالمية) وذلك يوم الثلاثاء 22/6/1443هـ الموافق 25/1/2022م والتي قدمتها سمو الأميرة الدكتورة: الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود، دكتوراة الفلسفة في علوم اللغة العربية تخصص النحو والصرف ومؤسسة ومديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ووكيلة مساعدة للشؤون التعليمية وعميدة لكلية التربية للبنات في الرياض وعضو للاتحاد الدولي للغة العربية، وبدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءَ عبر تطبيق زووم، وأدارت الأمسية الدكتورة: بسمة أحمد جستنية.

تحدثت سمو الأميرة في بداية الأمسية عن اللغة العربية حيث أنها مشترك إنساني عام، كما أنها خاصية يتمتع بها كل البشر، وتعتبر اللغة العربية من عائلة اللغات السامية، وثمة أربعة مستويات للالتقاء بين البشر في الساحة اللغوية وهي: الاشتراك في اللهجة، والاشتراك في اللغة، والاشتراك في اللغة الأم، ثم الاشتراك في العائلة اللغوية، كما تفرعت عن اللغة العربية القديمة لهجات عديدة أصبحت كل منها قبل الإسلام لغة منفصلة عاش منها حتى الآن اللغتان "العربية والعبرية"، واللهجات العربية الحديثة تكاد أن تكون بعضها غير مفهومة بين أفراد الأمة العربية التي لولا وجود لغة القرآن الكريم كعنصر موحد في غاية القوة لأصبحت لكل منها لغة مستقلة.

ماهي خصائص اللغة؟

أشارت سمو الأميرة إلى أن اللغة لها خاصية إنسانية ترتبط بالإنسان دون الحيوان، واللغة كائن حي وكلما اتسعت حضارة أمة نهضت لغتها، وسمت أساليبها، وتعددت فيها فنون القول، ودخلت فيها ألفاظ جديدة للتعبير عن المسميات والأفكار الجديدة فتحيا هذه اللغة وتتطور عبر الزمن وتتلاقح مع غيرها من اللغات، وأي لغة من اللغات في العالم كما تؤثر في غيرها فهي تتأثر، وحاجة بني البشر إلى بعضهم بعضَا وعدم غنى الإنسان عن أخيه الإنسان مهما ارتقى وتطور لذلك لا مهرب من اللغة للتواصل الاجتماعي.

اللغة العربية والحضارات العالمية.

وأكدت سمو الأميرة إلى أن اللغة العربية تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية التي تضم أيضًا الكنعانية والفينيقية والعبرية والآرامية والنبطية والبابلية والسريانية والحبشية، ولقد اندثرت غالبية تلك اللغات ولم يبقى منها سوى آثار ورسوم على الأحجار والجلود.

كما وضحت أن اللغة العربية عاشت فترة طويلة من عمر البشرية بوصفها لغة رسمية وشملت كل مناحي الحياة اليومية، فكانت لغة الحياة الخاصة والثقافة العامة، ولم يكن لمدعي فكر أو معرفة بُد من أن يتقنها، والعربية لغة كاملة خرجت إلى الدنيا خارج الجزيرة العربية مكتملة النمو فغلبت على غيرها من اللغات لأنها لغة القرآن الكريم، وفي العصر العباسي شهدت تاريخ اللغة العربية تطورين في غاية الأهمية، الأول: حركة تدوين العلوم، والثاني: حركة الترجمة من التراث العالمي إلى اللغة العربية.

كما ذكرت سمو الأميرة إلى أن الأوربيون اعتمدوا على مؤلفات المسلمين في العلوم التجريبية وترجموها إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية الحديثة فكانت أساسًا من الأسس التي قامت عليها حركة النهضة الأوروبية، ولا شك أن هذه اللغة التي أثبتت حيويتها قادرة على أن تواكب كل التطورات العلمية والثقافية التي نراها في عصرنا، وجديرة بأن تلقى منّا كل اهتمام ورعاية.

تجربة الحضارة الإسلامية.

تطرقت سمو الأميرة في الأمسية على أن ليس هناك عبر التاريخ مثالاً على التوحيد اللغوي أفضل من تجربة الحضارة الإسلامية مع اللغة العربية، فعلى الرغم من أن الإسلام لم يجبر أحدًا على اعتناق عقيدة معينة أو التحدث بلغة معينة، وعلى الرغم من أن الإسلام ضم في إمبراطوريته الواسعة أغلب اللغات واللهجات المعروفة في العالم وقت ذاك فإن الإقبال على اعتناق الإسلام كان يحمل في طياته اقبالاً على تعلم اللغة العربية حتى غير المسلمين اتخذوا من العربية لسانًا لهم، كما أن سيادة اللغة العربية باعتبارها لغة العلوم أضاف مزيدًا من الإقبال عليها.

وبينت سمو الأميرة أن اعتناق الإسلام، والإقبال على تعلم اللغة العربية لأنها لغة العلوم أنتج فيما بعد انسياح اللغة العربية التي لم تكن تتعدى حدود الجزيرة العربية وحدود العالم العربي، إلى الأقطار الأوروبية والآن تمثل اللغة العربية مجالاً متينًا من مجالات التفاهم والتواصل عبر الشعوب التي تتحدث بها من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، والإنتاج الأدبي والفني مصنوع باللغة الفصحى يسوّق له في كل هذه الأرجاء على العكس مما هو مصنوع باللهجات المحلية مع أنه أكثر بقاء من الناحية الزمنية.