جامعة أكاديميون العالمية AIU :: الندوة العالمية لمعهد أكاديميون الدولي للتدريب عن العلامة الشافعي

الندوة العالمية لمعهد أكاديميون الدولي للتدريب عن العلامة الشافعي

الثلاثاء 15 فبراير 2022

نظم معهد أكاديميون الدولي للتدريب ندوة حول المشروع العلمي والفكري للأستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام لعام 2022، بثت الندوة على برنامج ZOOM وافتتح الندوة  الدكتور: مشعل بن ياسين المحلاوي وكيل معهد أكاديميون بتنسيق من سفيرة أكاديميون الدكتورة: سونيا مالكي، وتقديم الأستاذ الدكتور: محمد عبدالله الشرقاوي أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان والدراسات الاستشراقية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وقد حضر الندوة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي

بدأت الندوة بالورقة العلمية بعنوان "الشافعي طالبًا للدكتوراه في جامعة لندن في خدمة الإسلام" والتي قدمها الأستاذ الدكتور: محمد سعيد عبدالحليم أستاذ الدراسات الإسلامية في مركز الدراسات الشرقية والإفريقية "سواس" بجامعة لندن، حيث ذكر أن الشيخ الشافعي رجلاً فصيحًا لا يتكلم إلا بما هو مفيد وإذا وردت كلمة في النحو يدخل بالكلام ويستفيض في ثقة حتى لتحسب أن النحو تخصصه الأوحد، وكذلك في الأدب والنقد وفي تاريخ الإسلام والعلوم الدينية والفلسفة والمنطق، ففي كل هذا تظن أن أي علم من هذه العلوم هو تخصصه،  وقد اشتهر عنه الشافعي أنه شخص ودود، طيب يرحب بكل من يريد أن يتكلم في العلم، وهذا ما جعله قبلة للسائلين، فجمع بين شمول العلم وعمق الفكر وخدمته ونفعه لطلاب العلم من شتى البقاع، فظل المفرد العلم في هذه الصفات، كما تبرع بمبلغ جائزة الملك فيصل لخدمة طلبة العلم وطلاب البحث.

وألقى الأستاذ الدكتور عبدالحميد مدكور أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وأمين عام مجمع اللغة العربية كلمته بعنوان: "جهود حسن الشافعي في تحقيق النص وتحليله" حيث أشار إلى أن السمة الموسوعية التي تتمثل في فكر العلامة الشافعي عريضة وواسعة، وثمرات فكره متنوعة، ولديه أبحاثه القيمة ومقالاته العلمية وتحقيقاته وترجماته وشعره ونثره فلا يستطيع أحد أن يحيط بكل جوانب العلم لديه، فالشيخ الشافعي له تحقيقات من بينها أربعة تحقيقات لأربعة من الكتب: غاية المرام، والمبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين، وعطف الألف المألوف على اللام المعطوف، والعلوم، ثم شرح الدكتور مدكور تلك التحقيقات وأسلوب الشيخ الشافعي فيه، وعن شخصيته العلمية البارعة في تلك التحقيقات.

كما تقدمت الأستاذة الدكتور يمنى طريف الخولي أستاذ فلسفة العلوم ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة سابقًا بكلمة عنوانها "العلامة.. مُعلِمًا ومعْلَمًا"، فبينت أن المعالم الثقافية لحضارتنا العربية والإسلامية تتجمع لتنصب كثيفة مكينة واضحة راسخة في عقلية وعطاء الشيخ الشافعي، ووصفته بأنه المعالم اللغوية نحوًا وصرفًا وبلاغة وأدبًا في حكايات الحياة، والمعالم الدينية شريعة وفقهًا وأصولاً، فضلاً عن المعالم الفلسفية والكلامية وإسهامات الفكر والقول في تجديده وتتجلى في عشرات الكتب والأبحاث المرجعية وأوراق قدمت لمؤتمرات دولية وحلقات بحثية، وتحقيق لمخطوطات تراثية، وترجمة أدبيات إنجليزية تخوض في الفكر الإسلامي قديمه وحديثه، وإنه حصاد الدكتور المعلم أستاذ الفلسفة الإسلامية على مدى 70 عام، كما أشارت الدكتورة الخولي أعمال العلامة الشافعي الكلامية في رسالة "الواردات" ورسالة "التوحيد" والرسالة "العضدية" وخبراته في تلك الإصدارات ومنهجه فيهم.

 

وكان للأستاذ الدكتور يوسف العياشي الكلاّم أستاذ العقائد ومقارنة الأديان بجامعة القرويين بالرباط المغرب إضافة بعنوان "القواعد الشرعية الاعتقادية عند العلامة الشافعي، مدخل لاستئناف القول في علم الكلام" ولا شك أن الدفاع عن علم الكلام تقلده مجموعة من الباحثين والعلماء المسلمين في المشرق والمغرب، ولا شك أن كثيرًا من الغربيين والمستشرقين انتبهوا إلى هذا العلم الإسلامي ودرسوه لأنهم وجدوا فيه فكرًا معبرًا عن العقلانية الدينية التي يفتقدونها في المسيحية، فعلماء الكلام في الإسلام بغض النظر عن تعدد فرقهم وأصولهم الكلامية عملوا جميعًا على عقلنة ما هم عليه من عقائد ودافعوا عنها ضد المخالفين بمنطق عقلي وبرهاني، ثم ذكر الأمور المهمة التي ذكرها العلامة الشافعي في مقالاته والتي تخص علم الكلام.

وتناول الأستاذ الدكتور فيصل عبدالسلام الحفيان مدير المشروعات في دار المخطوطات بإستانبول، ومدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة سابقًا الحديث عن "الشافعي شاعرًا، التقنيات اللغوية والفنية" فشبه الشافعي بالإمام محمد بن إدريس، فالعلامة الشافعي شاعر ينساب الكلام منه رقراقًا كما الماء على الظمأ، واستخدم في ديوانه على العديد من التقنيات بحرفية وإبداع كالوزن والقافية، والمستويات اللغوية المتعددة، والمزج بين الفصحى والعامية، وتطويع العامية الوزن، والتضمين والاقتباس، والتناص من مصادر مختلفة ومتعددة، والثقافة اللغوية المتينة واستخدام الضمائر والأمثال، كما أكد ان الشافعي يجيد الإبحار في البحور جميعًا، وأنه نظم على البحور الطويلة والقصيرة والصافية والممزوجة وغيرها، كما أن الشافعي يميل كثيرًا إلى الكامل والوافر وتفنن فيهم، إضافة إلى كونه بليغًا في الفصحى إلا أنه يجد في العامية متنفسًا حميمًا، ولم تنفرد العامية بقصائد وحسب فقد غزل مفرداتها مع مفردات الفصيحة ونسج منها جميعًا شعرًا لا ترى فيه عوجًا ولا أمتًا، ووصف الشافعي بأنه تراثي ولذلك فإن التراث ونصوصه مبثوثة بثًا في شعره، والثقافة اللغوية تتجلى بوصفها تقنية لغوية مائزة للشيخ الشافعي الشاعر فهو يستخدم معجمًا يندُّ عن القارئ العادي.

وتابع الأستاذ الدكتور أحمد محمد مخدوم المدير الإقليمي لمكتب رابطة العالم الإسلامي بلندن حديثه الذي حمل عنوان "جائزه الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عامي 2019-2022" حيث وضح أن جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام وهي فرع من فروع جائزة الملك فيصل العالمية، أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1977م ومنحت لأول مرة في عام 1979م، وتمنح الجائزة للعلماء بعد اختيارهم لمساهمتهم في خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والأدب، والطب، والعلوم، وبلغ عدد من نال الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها حتى عام 2022 أكثر من 280 فائزًا يمثلون أكثر من 43 دولة من دول العالم في مختلف القارات، وأعرب الدكتور مخدوم أن فضيلة الشيخ الشافعي حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بجدارة كبيرة وذلك لخدمته العلوم الإسلامية تدريسًا وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وأسهم أيضًا في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ووضع مناهج كلياتها وتولى رئاستها، وأنشأ سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية وعمل على خدمة اللغة العربية خلال رئاسته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وله أيضًا إسهامات علمية رصينة متنوعة بالتأليف والتحقيق والترجمة في الفلسفة الإسلامية وعلوم اللغة العربية، بالإضافة إلى المقالات والبحوث والمشاركات العلمية محليًا وإقليميًا وعالميًا.

واختتمت الندوة بالمداخلات الثرية من قبل الحاضرين التي كان لها صدى كبير في نفوسهم، وكما لاقت الندوة نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في أوساط المهتمين في شتى أنحاء المعمورة.