نظمت منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية لقاءًا بمناسبة يوم التأسيس مع سمو الأميرة الدكتورة: الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود، دكتوراة الفلسفة في علوم اللغة العربية تخصص النحو والصرف ومؤسسة ومديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ووكيلة مساعدة للشؤون التعليمية وعميدة لكلية التربية للبنات في الرياض وعضو للاتحاد الدولي للغة العربية والرئيس الفخري لسفراء أكاديميون، وكان اللقاء قراءة في كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية "الجزء الأول" للدكتور عبدالله الصالح العثيمين، وكان اللقاء يوم الأحد 27 فبراير في تمام الساعة التاسعة مساءً، عبر تطبيق زووم، وأدار اللقاء الدكتور:  مشعل المحلاوي، وتنسيق الدكتورة سونيا مالكي.

أشارت سمو الأميرة في مستهل حديثها إلى أن أهمية كتاب الدكتور عبدالله الصالح العثيمين "تاريخ المملكة العربية السعودية" يكمن في اعتماده على مصادر محلية وعربية وأجنبية، وإلى أسلوبي المقارنة والتحليل، كما أنه قسم منهجه العلمي بالدقة في النقل والتحليل والاستنتاج، هذا بالإضافة إلى أسلوبه في الكتابة المتميزة حيث استخدم عرض القضايا والمسائل والتحولات الرئيسة في أحداث تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية للملكة بطريقة مشوقة للقارئ وبعيدة عن السرد الممل واعتمد على تنوع المصادر وطرحه للجوانب السياسية والاقتصادية والإدارية لها.

وذكرت سمو الأميرة أن الشيخ العثيمين تناول في الجزء الأول من كتابه منطقة نجد بالتفصيل قبل قيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود وتتبع جهوده في نشر الدعوة الإصلاحية وتوجيهاته في توحيد الجزيرة العربية، وشرع المؤلف يؤرخ لتوحيد نجد الذي استغرق أكثر من 40 عامًا، وذكر أن هناك 3 مراحل من الجهود التي بذلت لتوحيد نجد:

المرحلة الأولى: من بداية الحرب بين الدولة وخصومها سنة 1159هـ إلى بداية التدخل الخارجي ضدها سنة 1172هـ.

المرحلة الثانية: من سنة 1172هـ إلى استيلائها على الرياض سنة 1187هـ.

المرحلة الثالثة: من سنة 1187هـ إلى استكمالها توحيد نجد في مستهل القرن الثالث عشر الهجري، وقد تناول المؤلف المراحل الثلاثة بالتفصيل.

وأضافت سمو الأميرة أن المؤلف أفرد بندًا عن اتساع الدولة السعودية خارج نجد في مستهل القرن الثالث الهجري حيث بدأت تتسع في كل اتجاه، وكان النصر حليفها في أكثر خطواتها التوحيدية، وبينت أن المؤلف تحدث عن أهم ملامح الدولة السعودية التي قامت على مبدأ واضح هدفه الأكبر جمع شتات البلاد على أساس توحيد الله وإخلاص العبادة له، كما أولت أهمية خاصة من الناحية الأمنية وتكللت جهودهم بالنجاح الكبير حتى ساد البلاد أمن لم تشهد مثيلاً له إلا فترة قصيرة جدًا من فجر التاريخ الإسلامي.

وأشارت سمو الأميرة أن المؤلف تناول موضوع نهاية الدولة السعودية الأولى وذكر بالتفصيل ما آلت إليه البلاد نتيجة العمليات العسكرية، كما تحدث المؤلف عن ردود الفعل للاحتلال، وتطرق إلى الأحداث في الحجاز وعسير والمنطقة الشرقية، كما تحدث عن فترة حكم ابن معمر ومشاري بن سعود وتركي، كما سلط الضوء على توجهات الدولة العثمانية وسياستها في احتلال جزيرة العرب، وتناول أيضًا بالتفصيل توحيد المنطقة الشرقية مع نجد ثم علاقة الإمام تركي بن عبدالله بالبادية وأيضًا علاقة الإمام تركي وجهاد عثمان والخليفة والعثمانيون، ثم تحدث المؤلف عن نهاية عهد الإمام تركي بن عبدالله باغتياله على يد ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن آل سعود بعد فشله في الإحاطة به لطموحه بتولي الحكم، وهكذا انتهى عهد الإمام تركي بن عبدالله الذي اتصف بصفات قيادية عظيمة أبرزها الشجاعة، وحسن التخطيط، والعدل.

ووضحت سمو الأميرة أن المؤلف قد سلط الضوء على فترة حكم الإمام فيصل بن تركي الأولى وما واكبها من أحداث تاريخية أسفرت على القضاء على مشاري بن عبدالرحمن وذلك بعد 40 يومًا فقط من اغتيال الإمام تركي وتوليه السلطة في الرياض، كما أن المؤلف استطرد الحديث عن حكم فيصل بن تركي الثانية، كما تطرق إلى الأحداث والتمردات التي قامت ضد حكم فيصل بن تركي في عنيزة وبريدة والعجمان، وكيف استطاع الإمام فيصل أن يتغلب على كل هذه المصاعب إلى أن استتبت الأمور.

وبينت سمو الأميرة أن المؤلف قد أفرد في نهاية كتابه موضوع النزاع على الحكم وانحسار الدولة، وذلك بعد وفاة فيصل بن تركي سنة 1282هـ حيث تولى ابنه الأكبر عبدالله الإمامة وبويع على ذلك، وفي نهاية هذا الجزء من الكتاب تعرض المؤلف إلى انهيار وسقوط الدولة السعودية الثانية، ووصول عبدالرحمن بن فيصل الحكم ثم انتصار محمد بن رشيد عليه في المعركة التي دارت بينهم في حريملاء، وكانت هذه آخر معركة قادها أئمة الدولة السعودية الثانية، كما كانت بمثابة الإعلان بنهاية تلك الدولة.

وختمت سمو الأميرة إلى أن المؤلف الدكتور عبدالله صالح العثيمين يرحمه الله قد أوضح في مقدمة كتابه أنه أفرد الجزء الثاني من كتابه "تاريخ المملكة العربية السعودية" لتاريخ الدولة السعودية الثالثة نظرًا لحدوث تغيير اجتماعي واقتصادي كبير حدث خلال تاريخ هذه الدولة وهذا يحتاج إلى عرض واسع يوضح جوانبها المختلفة، ثم أكدت سمو الأميرة أن كتاب "تاريخ المملكة العربية السعودية" للدكتور العثيمين يعد من المراجع المهمة عن تاريخ المملكة لاعتماد المؤلف على كثير من المراجع والمصادر الموثوق بها.