أقامت جامعة أكاديميون العالمية ندوة مخصصة للحديث عن موسم الحج للعام الثاني على التوالي بعنوان "تواصل الإنجازات وتضافر الجهود في إثراء خدمة ضيوف الرحمن".
من جانبه أدار الندوة المستشار عبدالغني بن ناجي القش، الناطق الإعلامي لجامعة أكاديميون العالمية، مؤكداً على أهمية الندوة في اثراء المعلومات والمعرفة، كونها تضم مجموعة من الخبراء والمختصين، كاشفاً عن ثلاثة محاور بهذه الأمسية تشمل معلومات مثرية في مختلف مجالات موسم الحج.
بدوره أكد الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد الغامدي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى، أن بئر زمزم يُعَدُّ أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة، فزمزم خير ماء على الأرض، موضحاً أن قصة بئر زمزم تعود إلى قدوم النبي إبراهيم عليه السلام إلى مكة حيث ترك هناك زوجته السيدة هاجر مع طفلهما النبي إسماعيل والذي كان وقتها رضيعا، وعند نفاد الماء منها، حسبت هاجر أن طفلها يموت، فبحثت بصورة شاقة عن الماء لتروي عطش ابنها إسماعيل، وركضت سبع مرات ذهاباً وإياباً في حرارة مكة بين تلّين هما الصفا والمروة لجلب الماء.
من جانب اخر، أشاد الغامدي بجهود الإدارة العامة لمشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم وما تقدمه من جهوزية لاستقبال الطلب المتزايد على ماء زمزم المبارك، من خلال منافذ التوزيع المختلفة، مؤكدا أن هذه الخدمات والجهود تأتي تنفيذاً لتطلعات القيادة الرشيدة -حفظهم الله- بتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
بدورها أوضحت الأستاذة الدكتورة أميرة بنت علي مداح، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أم القرى سابقًا أن الاهتمام بالحرمين والمشاعر المقدسة منذ عهد الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، هو نهج سار عليه ملوك البلاد حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وهو ما أكد استمرارية النهج الذي قامت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها، وهو العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لتمكين الحجاج والمعتمرين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وفي أجواء مريحة، وهو ما يؤكده كل من زار هذه البلاد الطاهرة.
وأوضحت مداح أن توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي درة الأعمال التي اضطلعت بها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، حيث يأتيان في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة، انطلاقاً من إيمانها العميق بشرف خدمة الأماكن المقدسة والإسلام والمسلمين، مضيفة أن جميع الأجهزة المعنية بتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المشروعات الحالية والمستقبلية، وأولها مشروع التوسعة السعودية للحرم المكي الشريف، حيث يتم استعراض مستويات الإنجاز وعناصر المشروع، والتطرق إلى ما يتم من جهود تنسيقية بين الجهات المختصة لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، تهدف إلى الارتقاء والنهوض بكل الأعمال والخدمات، وإنشاء منظومة مستدامة تشمل في مخططاتها العنصر البشري والبنية التحتية والنسيج الاجتماعي بشكل عام، ويكون الحرم المكي والمشاعر المقدسة في قلبه.
في السياق، تحدث الشيخ عبدالله بن عبيدالله عطاء مقدم برامج بإذاعة نداء الإسلام، وإمام وخطيب سابق عن تجويد الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين عن دور الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال برامجها وخدماتها التي تقدمها للحجاج والمعتمرين والزوار، وتطرق الشيخ عطاء للخدمات التي تقدمها الرئاسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة من استقبال للحجيج وتهيئة وتوفير الظروف المناسبة لهم في الحرمين الشريفين لأداء النسك بيسر وسهولة، مبيناً الجهود النسائية في الحرمين الشريفين ودورها في التيسير والتسهيل.
في غضون ذلك، تطرق الشيخ عطاء لاستخدام الرئاسة للتقنية الحديثة والرقمية لإنجاز مهامها على أكمل وجه والحرص على معرفة آراء الزوار والاستماع لمقترحاتهم وشكواهم، مبينا عن التعاون بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مع بقية الجهات ذات العلاقة لتتظافر الجهود في تجويد الخدمة المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار.