في إطار فعاليات المؤتمر الدولي البيني الثاني "الاتصال في العصر الذكي – تحديات رقمية ورؤى مستقبلية"، الذي نظمته جامعة أكاديميون العالمية، يوم السبت 20 سبتمبر 2025، انعقاد جلستين علميتين تناولتا موضوعات نوعية تجمع بين الإعلام والتعليم والتنمية المستدامة والمواطنة الرقمية والرأي العام الرقمي.

انطلقت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور ظاهر القرشي، حيث استعرض الأستاذ الدكتور أحمد بن نوبه، رئيس جامعة العاصمة في ليبيا، دور الإعلام التقليدي والرقمي في خدمة مؤسسات التعليم العالي وخططها الاستراتيجية وتعزيز مكانتها في المجتمع، وتلاه الأستاذ الدكتور شريف جاد، نائب رئيس الجامعة، الذي ركز على الإعلام كأداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، باعتباره محركًا أساسيًا للتغيير الإيجابي.

وفي مداخلة أخرى، تحدث الأستاذ الدكتور عبد العزيز البرغوث، عميد المعهد العالي للفكر الإسلامي والحضارة، عن ضرورة أنسنة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتوظيفهما بما يخدم القيم التربوية والإنسانية. كما أشار الدكتور شوقي السباعي، مدير عام الهيئة الوطنية للإعلام، إلى أهمية التوازن بين الإعلام التقليدي والرقمي، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أداة مساندة لا تلغي دور الإنسان أو وسائل الإعلام التقليدية. واختتمت الجلسة بمداخلة الأستاذ الدكتور سيف يوسف السويدي الأمين العام في جامعة أريد الدولية للدراسات العليا، الذي تناول أثر الثورة الصناعية الخامسة والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء في تطوير صناعة الإعلام وطرق توزيع المحتوى.

أما الجلسة العلمية الثانية، فقد تميزت بتنوع أوراقها البحثية، حيث افتتحتها الأستاذة الدكتورة سليمة زيدان بورقة بعنوان المناخ والمعلومات المضللة عبر الإنترنت، موضحة خطورة حملات التضليل وتأثيرها على وعي الجمهور وتمويل المشاريع البيئية. تلتها ورقة الدكتورة كوثر السلمي بعنوان متطلبات تفعيل أخلاقيات المواطنة الرقمية لدى الشباب، التي أبرزت أهمية الأخلاق كركيزة لحماية المجتمع من الانحرافات الرقمية عبر متطلبات دينية وثقافية واجتماعية.

وفي محور الاستدامة، قدم الدكتور علوي عيدروس ورقته حول أهمية تعليم المحاسبة البيئية، مشدداً على إدراجها ضمن المقررات الجامعية لرفع وعي الطلاب ودعم المناهج بقضايا البيئة والمجتمع. ثم عرضت الأستاذة الدكتورة نرمين محمد عسكر والأستاذة هدى محمود فلاته بحثاً مشتركاً بعنوان التفكير التصميمي لتوظيف الخطوط العربية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، الذي استعرض إمكانات الابتكار في الخطوط العربية عبر الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الطابع الثقافي العربي.

واختتمت الجلسة بورقة الأستاذة مريم إيهاب بعنوان صناعة الرأي العام الرقمي وأثره على القرار السياسي، التي أكدت أن الرأي العام الرقمي أصبح قوة فاعلة ومؤثرة في صناعة القرار والسياسات الحكومية، خاصة في القضايا الراهنة مثل غزة، حيث يشكل عاملاً ديناميكياً في رسم السياسات وتوجيه الخطاب العام.