قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب بالشراكة مع مركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة دورة بعنوان "الأساليب الحديثة لاكتساب اللغة الإنجليزية وعلاقتها بتطوير التعليم في المملكة" وذلك يوم الجمعة 4 رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة 11 مساءً، وقام بإعطاء الدورة الدكتور والبروفيسور: هاشم حمزة نور المشرف العام على أكاديمية إلسو لتعليم اللغة الإنجليزية، نائب رئيس جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية والترجمة بالجامعات العربية بالمملكة العربية السعودية، مدرب معتمد لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية، وقامت بتقديم الدورة الإعلامية الأستاذة: هتاف طرابيشي عبر تطبيق زوم (zoom).
بدأ البروفيسور الدورة بقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) فالآية تدعو إلى التفكر والتأمل فكما خلق الله البشر مختلفين خلق لهم اللغات المختلفة لأن اللغة هي القالب التي تسجل فيها خبرات وثقافات وكل ما يخص كل أمة بشكل مستقل، ثم عرض البروفيسور الفرق بين اكتساب اللغة الإنجليزية والتعلم، حيث أن الاكتساب هو امتلاك وبه يتحول المعلومات المكتسبة إلى مهارات ثابتة عند الدارس، والتعلم عملية مقصودة يسعى خلالها الدارس إلى الاستزادة في المحصول العلمي للغة.
تطرق البروفيسور في الدورة إلى خطوات اكتساب اللغة الأم حيث تكون عن طريق الاستماع، ثم تحليل الأصوات، ثم صناعة فرضيات عن اللغة، ومن ثم يفهم اللغة، وأخيرًا مرحلة نطق اللغة، كما ذكر أن الأطفال أسرع اكتسابًا وإتقانًا للغة من الكبار؛ لأن لديهم الكفاءة اللغوية في التعرف على الأنماط الصوتية وطرق نطق الكلمات والتعرف على الوظائف النحوية، والتذكر لمواد اللغة، وبين البروفيسور أن هناك حدود نفسية حيث أن هناك أشخاص منغلقين على اللغة، وآخرين بدون حدود أو لديهم حدود انتقائية، وهناك أشخاص لديهم حدود صحية، وأشار إلى البيئة حيث كلما كانت البيئة سليمة بالتفاعل والتفاهم كانت بيئة عفوية تساعد على سرعة الاكتساب بشكل أفضل.
وأثار البروفيسور التساؤل حول ماذا نحتاج أن نعمل لنكتسب اللغة الإنجليزية بشكل صحيح؟ فوضح أنه يجب التخلص من الحواجز النفسية التي تقف عائقًا أمام بناء علاقة قوية مع اللغة الإنجليزية، وأشار إلى دور معلم اللغة الإنجليزية في المساعدة على اكتساب اللغة بشكل صحيح، وكان للبروفيسور عدة رسائل هادفة إلى الطلاب، والوالدين والأصدقاء، ورسالة إلى المعلمين، وللمدرسة او المعهد، كذلك رسالة إلى وزارة التعليم في وجوب تغيير طريقة التعليم للغة.
وأخيرًا وضح البروفيسور عدة شروط للبيئة التعليمية السليمة حيث تكمن في الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، وبيئة مكانية مناسبة، وهيئة تعليمية مناسبة، وإدارة واعية تقدم الدعم والإشراف المباشر للارتقاء بالعملية التعليمية.
التقى صحيفة عيون المدينة الإلكترونية مع الدكتور البروفيسور هاشم حمزة نور حيث أشار إلى أن اكتساب اللغة يجب أن يتم عن طريق صناعة حب اللغة والتعايش معها، وأضاف بقوله: عندما نحب اللغة ونتعامل معها ككائن حي ونكوّن علاقة أو صداقة معه بالتالي نتعايش مع هذه اللغة ونعتبرها جزءٌ منّا، ويتقبلها العقل الباطن ويكون الإنسان حريص على استخدام اللغة بالشكل الصحيح، كما أن اللغة مهارة تحتاج أن تكتسب ولا ينفع أن تكون تعلم فقط.
كما ذكر البروفيسور في حديثه: حينما يدرك الدارس أو المتعلم لهذه اللغة فيتفاعل معه ويقدره ويحترمه ويتبادل الشعور معه ويبدأ في تكوين الصداقة وتربطه العلاقة القوية مع هذه اللغة سيتم الاكتساب بالشكل الصحيح والجيد، كما أن عملية الاكتساب لا تأتي بين ليلة أو ضحاها بل تحتاج إلى الصبر والجلد وقوة التحمل حتى تكتسب بالشكل الصحيح.