جامعة أكاديميون العالمية AIU :: برنامج (صيد الخاطر) والمتغيرات والثوابت

برنامج (صيد الخاطر) والمتغيرات والثوابت

السبت 17 أبريل 2021

قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب برنامج (صيد الخاطر) يوم الجمعة الموافق 4 رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة العاشرة مساءً، وكان ضيف البرنامج البروفيسور: غازي العارضي، وذلك عبر البث المباشر على يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.

بدأ البروفيسور العارضي حديثه في البرنامج عن التغيرات والتقلبات والتحولات والانعطافات في حياة الإنسان، والمتغيرات والثوابت في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية، فالله تبارك وتعالى اختار هذا الدين ليكون خاتمة الأديان ولم يختر غيره فقال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) هذه الحقيقة الربانية العلمية العقدية الشرعية التاريخية يدعى إليها كل مسلم ومسلمة لينير طريقه دون التواء أو اعوجاج أو غموض او شبهة

وأضاف البروفيسور: أن ربنا تبارك وتعالى قد أحاطت شريعته كل صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان تنظيمًا وتأصيلاً وتفريعًا ومن هذا المنطلق فإن المسلمين اليوم وهم يمرون بعد هذه السنون الطويلة والقرون المتوالية ويبحثون عن مكان لهم من الإعراب جدير بهم أفرادًا وأممًا وأسرًا ومجتمعات أن يقفوا على حقيقة هذا الدين العظيم الذي استوعب الزمان والمكان بكل عبقرية وشمولية وكمال.

وأشار البروفيسور أن الثوابت: هي الثبات ويفيد الديمومة والاستمرارية، قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)، يقابل ذلك المتغير والتغير هو التحول من حال إلى حال، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، كما ذكر أنه قد نحى هذا المنحى الأصوليون في مقاصد الشريعة، والأدباء في الثابت والمتحول، وأن العلمانية والليبرالية نزعت القداسة من الثابت والمتحول ومن الثوابت والمتغيرات.

وأردف بقوله: أن هذه الشريعة العظيمة استوعبت ووعت كل صغيرة وكبيرة وفي ذات الوقت فإنها تأبى الوقوف على الاطلال وإنما تستوعب كل جديد ولذلك دعت الشريعة إلى التجديد والتجديد ليس المقصود به نسف القديم أو التعصب للجديد، ولكن المقصود بالتجديد إزالة التراكمات والشبهات والأخطاء التي تتابعت عبر القرون لتعود الشريعة نقية وثابتة وشاملة ومتكاملة، وهذه مهمة العلماء فإن التجديد ليست شعارات ولا رايات ولكنها تنطلق أصلاً من إعمال مقاصد الشريعة وليس إلغاء النصوص، ووجب أن يكون التجديد الذي يجمع بين الثوابت والمتغيرات تجديدًا شاملاً كاملاً امتثالاً لقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قالت العلماء السلم هو الإسلام، فليس هناك من منقذ سوى الإسلام ونظرية الإسلام تدعوا إلى أن يكون الناس كما قال الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

وختم البروفيسور بقوله: لابد أن يشاهد كل صغير وكبير كل مختلفات الحياة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وفنيًا ورياضيًا منهج الإسلام ليطبق تطبيقًا تسعد به البشرية، فالعولمة بمعناها الصحيح هي التي ينشدها الإسلام ويدعوا لها لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعبد الناس لله رب العالمين كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ).