قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب بالشراكة مع مركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة دورة بعنوان "كيف نستثمر وسائل الإعلام الاجتماعي" وذلك يوم الاثنين 7 رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة 11 مساءً، وقام بإعطاء الدورة الأستاذ الدكتور: عبدالله بن محمد الرفاعي عميد كلية الاعلام والاتصال السابق، أستاذ كرسي دراسات الإعلام الجديد بالجامعة، أستاذ كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وقامت بتقديم الدورة الإعلامية الأستاذة: هتاف طرابيشي عبر تطبيق زوم (zoom).
دارت الدورة حول عدة محاور عن كيفية استثمار وسائل الاتصال الاجتماعي في إنجاح الحياة العملية والاجتماعية، وأثار الدكتور تساؤلاً عن ماذا تقدم وسائل التواصل الاجتماعي للإنسان المعاصر؟
فأشار الدكتور أن المعرفة أساس للسعادة الحقيقية للإنسان، والتعلم مطمح للجميع وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك عوائق يحيل دون المعرفة او التعلم، فالتعليم لم يعد حكرًا على المؤسسات فأصبح متاحًا للجميع، وعن طريق هذه الوسائل أصبح بالمجتمع مدرسة متكاملة بين يدي كل فرد، كما يوفر وسائل التواصل الوظيفة أو العمل المناسب عن طريق المتاجر الإلكترونية وغيرها، والقاعدة الأساسية في استثمار مواقع التواصل هو أن تصب الفائدة في طريق التنمية المستدامة بعيد عن بث السموم والمخاطر والأضرار التي تهدم المجتمعات وتدمر الأوطان.
ووضح الدكتور الرفاعي مؤشرات لاستثمار وسائل التواصل الإعلامي منها: تقبل الرأي الاخر، ومقياس للعلاقات، وتحقيق نوع من النجاح في التعليم من خلال الخبرات الموجودة في تلك الوسائل المتعددة، إضافة إلى عدم الإساءة وإزعاج الآخرين عن طريق تلك الوسائل، كما يمكن استغلال وسائل الإعلام عن طريق تبليغ وإبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف على نطاق واسع، وتوضيح سماحته ومكانته والصورة الواضحة والصحيحة للدين، والزود عن الأمة الإسلامية والوطن والدفاع عنه بطريقة صحيحة ومشروعة وبأسلوب حضاري وحكيم.
كما أضاف الدكتور الرفاعي: وسائل التواصل الاجتماعي ألغت الاحتكار فالجميع يملك أن يكون لديه قنوات إعلامية وبرامج متنوعة وعلى الإعلامي الجيد الالتزام بقواعد معينة للنجاح وهي: ينطلق من قاعدة الأخذ فالناس هم الذين يقررون ماذا يشاهدون وماذا يسمعون وماذا يقرأون، والمحتوى أو القيمة أمر ضروري ولا ينصح بالمطولات في التطبيقات الاجتماعية، ومن المهم أن تكون المعلومة موثقة ودقيقة، وتقدم بشكل ابداعي وجمالي، كما يجب الابتعاد عن المعلومات المزيفة والمغلوطة والغير صحيحة فالعمل الإعلامي يرتكز على المصداقية والشفافية.
وبيّن الدكتور كذلك أن التقنية الحديثة ومواقع التواصل رفعت من توقعات الناس، كما صُنفت المملكة من أعلى الدول التي تقدم خدماتها عن طريق مواقع التواصل المباشرة منها الحكومية والخاصة توفيرًا للوقت والجهد والمادة، كما أنه يجب أن يكون هناك قواعد صارمة في التعامل مع الوسائل ووضع هدف محدد من ذلك الوسائل، ومتابعة المفيد والابتعاد عن السيء، ومتابعة المواضيع الهادفة والتمييز بي الغض والسمين.
قامت صحيفة عيون المدينة الإلكترونية بالحديث مع الدكتور عبد الله الرفاعي في نهاية الدورة التدريبية وكان له مع الصحيفة هذا الحديث: سعدت اليوم بإقامة دورة كيف نستثمر وسائل الإعلام الاجتماعي وهذه الدورة الهدف منها تعزيز استثمار الأفراد وتنمية قدراتهم المستدامة ليحققوا الكثير من أهدافهم ويفيدوا مجتمعهم، كما سعيد بهذا الحضور وبهذا التفاعل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا لتقديم وتحقيق كل الأهداف المرجوة.
كما أنني أشكر معهد أكاديميون الدولي للتدريب على إتاحة هذه الفرصة، وأشكر أيضًا مركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة، وأتقدم بالشكر لأمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان على دعمه لكل هذه الجهود التي تتم في المدينة المنورة وهذا العمل الاستثنائي لهذا المركز وسيكون له نتائج بإذن الله إثرائية على مستوى المدينة ومستوى المملكة العربية السعودية وسيمتد هذا الخير بإذن الله من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ليعم العالم العربي والإسلامي.