قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب بالشراكة مع مركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة دورة بعنوان "الحب في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم" وذلك يوم الثلاثاء 8 رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة 11 مساءً، وقام بإعطاء الدورة الدكتور: عبدالله العباسي باحث في معالم وآثار المدينة المنورة والمشرف العام على قناة نسمات طيبة ومرشد سياحي، وقامت بتقديم الدورة الإعلامية الأستاذة: هتاف طرابيشي عبر تطبيق زوم (zoom) والبث المباشر بموقع يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.
بدأ الدكتور الدورة بإثارة التساؤل عن أسباب الحاجة إلى الحب؟ ومفهوم الحب، فالحب هو بمثابة الإيمان، والدين الإسلامي يعطي الحب في أعلى صوره فهو عبادة يؤجر عليها الإنسان، ومن أسماء المدينة المنورة الحبيبة والمحبوبة، وقد دعى النبي صلى الله عليه وسلم لحب المدينة في الحديث: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد"، وبهذا الحب آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة المنورة.
وأشار الدكتور العباسي إلى حب النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إني رزقت حبها" وعندما تزوج بالسيدة عائشة رضي الله عنها أحبها حبًا عظيمًا.
وأوضح الدكتور العباسي الحب في الجماد وقد ذكر قصة جذع الشجرة التي كانت تأن وتصيح وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يسكتها بلمساته الحانية واحتضانه لها، وكيف اهتز جبل أحد عندما صعد إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فرحًا وحبًا للنبي وفي الحديث: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، ومن محبة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة أن جعل جبل أحد إحدى جبال الجنة، ووادي العقيق من الوديان المباركة، وما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة.
كما بيّن الدكتور العباسي أهمية الحب في الحياة الزوجية فكلما انضبط جوهر الحياة الزوجية بالحب والآداب والقيم الكريمة نتج عن ذلك نبل سلوكيات أطرافها، مما يؤثر بشكل كبير في المحصلة النهائية للنسيج المجتمعي العام، وأكد بوجوب إظهار المحبة بين الزوجين ليزيد الوئام وتزيد المودة وتشيع الرحمة فيما بينهم، وحب المصطفى صلى الله عليه وسلم لزوجته السيدة عائشة أجمل مثال في حب الأزواج، وأكبر قدوة للأزواج في حسن المعاشرة الزوجية، لذا تحدث عنها الوحي مشيرًا إلى أنها أحد آيات الله التي تستوجب النظر والتأمل والتفكر فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
وذكر الدكتور العباسي المهارات الوجدانية وأهمها المحبة ثم الصبر ثم القدوة، ومهارة المحبة لا تكتمل إلا إذا أحببت لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك وأن الله سيعوض الإنسان بأكثر من ذلك الحب، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وذكر أيضًا أساليب تطبيق مهارة المحبة فتتضمن في إفشاء السلام، والتوقير والثناء، والرحمة، والمشاركة الوجدانية، وتقديم العون والمساعدة.
وأخيرًا ختم الدكتور العباسي الدورة بشكر الحاضرين وتمنياته للجميع أن يكونوا قد استفادوا من الدورة، متمنيًا للجميع حياة سعيدة وتعاملاً ناجحًا مع الآخرين.