جامعة أكاديميون العالمية AIU :: برنامج (صيد الخاطر) والأخلاق الحسنة

برنامج (صيد الخاطر) والأخلاق الحسنة

الأربعاء 21 أبريل 2021

قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب برنامج (صيد الخاطر) يوم الثلاثاء الموافق 8 رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة العاشرة مساءً، وكان ضيف البرنامج الشيخ عبدالله بن عطاء مقدم برنامج من جوار الروضة الشريفة بإذاعة نداء الإسلام وعضو مجلس إدارة جمعية رعاية السجناء وأسرهم، وذلك عبر البث المباشر على يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.

وضح الشيخ في بداية الخاطرة أنه يظن البعض أن موضوع الأخلاق أقل أهمية من العبادات فيولي جانب العبادة كل اهتمام، وهذا بلا شك هو المطلوب من المسلم فما خُلق الإنسان إلا لعبادة الله، ولكن جانب الأخلاق لا يقل أهمية عن جانب العبادات فيقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه"، ومن فضائل الأخلاق الحسنة دخول صاحبه الجنة، فالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم والحرص على حسن الخلق امر لا يقل أهمية عن العبادة، وثلثي الدين يتعلق بالمعاملات والمعاملة تبنى على الأخلاق الحسنة.

وذكر الشيخ أن الأخلاق الحسنة سبب في محبة الله عز وجل لعبده وذكر الله سبحانه وتعالى كثير من الأخلاق الحسنة في القرآن الكريم منها قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، وكلها تدل على فضل الأخلاق الحسنة والتقرب بها عبادة لله سبحانه وتعالى.

وأشار الشيخ أن من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاق الحسنة، ومكارم الأخلاق أثقل في الميزان من أي شيء آخر فيقول صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق"، وقال: "إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل وصائم النهار".

ومصادر الأخلاق الحسنة هي القرآن الكريم والسنة وقد وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها الرسول الكريم بقولها: "كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن"، وبيّن الشيخ أن الخلاق تنقسم إلى قسمين: أخلاق فطرية، وأخلاق مكتسبة، فالفطرية تنشأ مع فطرة الإنسان منذ ولادته، ويكتسب بعضها من البيئة المحيطة به، وعلى الإنسان أن يبتعد عن الأخلاق السيئة منها: الغضب الذي يؤدي إلى المشاحنات والعداوات والقطيعة، ووجوب التحلي بالحلم والصبر.

كما بيّن الشيخ أيضًا خصائص الأخلاق الحسنة أن تمتاز بالديمومة وأنها خالدة، وهي صالحة لكل زمان ومكان، ومتوافقة مع العقل والمنطق، وتعلم الإنسان المسؤولية، وتنشأ لدى الأشخاص الرقابة الذاتية، وترتبط بالجزاء الدنيوي والأخروي، فالجزاء الدنيوي تتضمن محبة الناس ودعائهم وثنائهم ومديحهم، والجزاء الأخروي عظيم وكبير.

وفي ختام الخاطرة قدم الشيخ بعض النصائح القيمة حيث قال: الواجب على كل مسلم أن يحاول قدر المستطاع إن كان ذا خلق حسن يسأل الله سبحانه وتعالى الثبات عليه، وإن كان ذا خلق يحتاج إلى تهذيب فليهذب نفسه وليرجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما مصدر كل خير وكل سعادة في الدين والدنيا والآخرة.