قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب بالشراكة مع مركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة دورة بعنوان "طريقك للتميز المثمر" وذلك يوم الإثنين14رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة 11 مساءً وعلى مدى ساعتين، وقام بإعطاء الدورة الدكتور والبروفيسور: عبد الله بن محمد الرفاعي عميد كلية الاعلام والاتصال السابق، وأستاذ كرسي دراسات الإعلام الجديد بالجامعة وأستاذ كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وقامت بتقديم الدورة الإعلامية الأستاذة: هتاف طرابيشي عبر تطبيق زوم (zoom) والبث المباشر بموقع يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.
التميز مطلب بشري لكل إنسان، وهي حالة ذات إشكالية إذا كان الإنسان يسعى للتميز الذي يفوق إمكانياته وقدراته، فالتميز المثمر هو الذي يترتب عليه نتائج في الحياة الخاصة، أو الحياة العملية، أو في العلاقات، وتكون تلك النتائج ذات فائدة مادية ومعنوية، ومن هناك بدأت الدورة أولى محاورها.
أوضح الدكتور الرفاعي أن للتميز عوامل يجب توافرها في الإنسان ليستطيع أن يكون قادرًا على تحقيق هدف التميز والاستمرار فيه، وأهم تلك العوامل أو ما يسمى المركب الذي يبحر بالإنسان إلى التميز هي: السكينة وقد ذُكرت في كثير من النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن للسكينة متطلبات تكمن في الإيمان الصحيح أو المعتقد أو الملة، والسكينة هو استقرار نفسي وتوازن روحي يجعل الإنسان يتقبل الواقع، وتلك السكينة تكون محفزة لا تدع الإنسان يستسلم بل يقاوم لتغيير الأقدار إلى الأفضل، كما أن هناك عوامل تساعد للحصول على السكينة تكمن في الإيجابية، والإيمان، وهذا الإيمان يتطلب الحب، والشفافية، فالحب نابع من الدين الإسلامي، والإنسان المتشبع بحب الله ورسوله يتقبل مسألة الإيمان بكل جوانبه، والحب كذلك يتقبل القدر ويسعى للعمل وطلب الرزق، وتغيير ما يمكن تغييره إلى الأحسن، ويقصد بالشفافية أن يكون الإنسان قادر على مواجهة الذات ومواجهة من يحب وفق القيم والأخلاقيات الموضوعه.
كما تطرق الدكتور الرفاعي إلى سعي الدولة الحثيث للتميز على كافة الأصعدة تحت ظل تمسكها بالدين الإسلامي وإتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإقامة القوانين الإسلامية القويمة في ضبط النظام في البلاد، حتى تكونت حضارة إسلامية عريقة بتميز واضح ومثمر، فذلك التميز مستمد من الدين الذي زرع في الفرد السكينة والإيمان والحب والشفافية الذي يؤدي في النهاية إلى التميز الإبداعي في كافة المجالات.
وأشار الدكتور الرفاعي إلى أساسيات التميز المثمر وتضمنت في الصبر والمثابرة وهي من قيم الفطرة الإنسانية فمعظم الإنجازات التي قامت بها الدول والحضارات ما حصلت إلا من خلال الصبر والمثابرة، كذلك الصبر على الطاعات واتباع أوامر الدين في اجتناب النواهي والمعاصي جميعها تحتاج إلى صبر ومثابرة، كما بيّن أن التميز لا ينبع فقط من خلال النجاح إنما يخرج من المعاناة والفشل فكثيرًا من المتميزين من العلماء العربيين والعالميين تعثروا كثيرًا حتى وصلوا إلى التميز الواضح والذي لا يستطيع إنكاره عاقل، كما لفت النظر إلى الصبر على طلب العلم والمثابرة في الدراسة للوصول إلى التميز، ووجوب توفر الانضباط حتى يتمكن الفرد للوصول إلى ما يصبوا إليه وما يحلم به، كما أن إنجاح أي عمل لا يتم إلا بعد التنظيم والتخطيط، والسعي الدؤوب والمثابرة المستمرة ليحصل النجاح ويصل الإنسان إلى درجة التميز المثمر.
وقد لاحظت صحيفة عيون المدينة الإلكترونية حضور العديد من المتدربين لهذه الدورة والاهتمام بها وكان من بين الحضور الأستاذ: عبد الغني القش رئيس مجلس إدارة صحيفة عيون المدينة والمستشار الإعلامي والكاتب الصحفي وعضو الجمعية السعودية لكتّاب الرأي، وقد اهتمت عيون المدينة بالحديث مع الأستاذ القش حول مدى الفائدة التي تم الحصول عليها من الدورة؟ فأجاب: إنني حريص على حضور جميع الدورات التي يقيمها معهد أكاديميون الدولي للتدريب، والواقع أن مثل هذه الدورات تثري الواقع الثقافي وتنمي القدرات لدى كل من يحضرها ودورة "طريقك للتميز المثمر" دورة جميلة ثرية بالمعلومات كما أن العنوان كان جذابًا إلى درجة كبيرة جدًا فالكل يسعى للتميز، ويتمنى أن يكون مثمرًا، وكانت طريقة الطرح مختلفة وهو ما جعل الفائدة الناتجة عن الدورة أكبر من المتوقع، ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لمعهدنا الراقي ولجميع الأكارم من المدربين والمدربات.
كما كان لصحيفة عيون المدينة الإلكترونية حديثًا مع الدكتور الرفاعي بعد انتهاء الدورة حيث أضاف: سعدت بهذا اللقاء الثاني لي من خلال منصة معهد أكاديميون الدولي للتدريب، والذي سعيت من خلاله تقديم بعض خلاصات تجربتي المهنية والأكاديمية للشباب من الجنسين والمهتمين بموضوع التميز المثمر، وأشكر القائمين على المعهد ووزارة الموارد البشرية ممثلة بمركز التنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة على اهتمامهم بتنمية مهارات وقدرات شباب الوطن.
