قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب برنامج (صيد الخاطر) يوم الأربعاء الموافق 16رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة العاشرة مساءً، وكان ضيف البرنامج الدكتور: سعيد قابل، وذلك عبر البث المباشر في برنامج زوم (ZOOM) وعلى يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.
بدأ الدكتور الخاطرة بقول الله تعالى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا"، فذكر أن الإنسان في هذه الأيام في معلم زماني تعود فيه الأمة إلى الله تبارك وتعالى، كما أن الله سبحانه وتعالى فرض الصيام في سورة البقرة فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فالصيام جاء ليحقق التقوى، والتقوى ما كانت لمجرد مرور الشهر وإنما هي بأعمال رمضان، وإن أبرز أعمال رمضان في كثرة السجود وصلاة القيام، وأن هذا ا العمل سبب في ارتقاء الأمة الإسلامية، فالله تبارك وتعالى يصف الأمة الإسلامية في قوله تعالى: (محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا)، فالصحابة وهم أفضل البشر بعد الأنبياء كانوا راكعين ساجدين بالرغم من أنهم كانوا تُجّارًا وكانوا يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وهم الذين ملأوا الأرض علمًا وإيمانًا وتوحيدًا تراهم ركعًا سجدًا، أمة عظمت أمر المساجد وحرصت على لقاء ربها فجعل الله لها كل شيء ميسورًا.
وأكد الدكتور قابل أن شهر رمضان شهر عبادة وإن أبرز وأجل أعمال العبادة السجود لله تبارك وتعالى، والله سبحانه وتعالى وضح إقامة الصلاة بالخشوع والمحافظة والمداومة عليها، كما ذكر أن على المسلم في شهر رمضان أن يسجد لله متأملًا ويستشعر أنه عبد لله سبحانه وتعالى، فاستشعار العبودية فيه الرفعة والعزة والغنى، وأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد.
كما أوصى الدكتور قابل بأن يغتنم الإنسان شهر رمضان في العبادة، والعناية بمحو أثر الدنيا من القلوب، والاقبال على الله سبحانه وتعالى، والعيش على نهج النبي صلى الله عليه وسلم واللحاق برسول الله في الآخرة بكثرة السجود، ففي كثرة السجود تواضع وتعظيم لله سبحانه وتعالى، ومن تواضع لله رحم المستضعفين، وتعفف عن الظلم، ورد الحقوق إلى أصحابها، وأحب الخير للعباد، وقام بقضاء حاجات الفقراء والمساكين، وأدخل السرور إلى قلوب المسلمين، وبذلك تكون الصلاة قد أثمرت وآتت أكلها، ويكون المسلم قد نجح في شهر رمضان وخرج بالكنز العظيم بكثرة السجود.