جامعة أكاديميون العالمية AIU :: (اللغة في القرآن والسنة) أمسية اللقاء الأسبوعي لمنصة أكاديميون الثقافية

(اللغة في القرآن والسنة) أمسية اللقاء الأسبوعي لمنصة أكاديميون الثقافية

الجمعة 17 سبتمبر 2021

ضمن سلسلة اللقاءات المقدمة من معهد أكاديميون عبر منصة أكاديميون الثقافية، المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية، قدمت المنصة أمسية ضمن سلسلة أمسيات تفاعلية تضم نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، والأمسية بالشراكة مع أكاديمية إلسو وتلقي بظلالها على الكثير من النقاط المهمة التي تندرج تحت عنوان "اللغة في القران والسنة" وضيف الأمسية المستشار والبروفيسور: هاشم بن حمزة نور أستاذ علم اللغة التطبيقي "اكتساب اللغة الإنجليزية كلغة ثانية"، وبدأت الأمسية في تمام الساعة العاشرة مساءً من يوم الثلاثاء الموافق 7 صفر لعام 1443هـ عبر تطبيق الواتساب، وقام بتقديم الأمسية الدكتور: مشعل بن ياسين المحلاوي مؤسس معهد أكاديميون الدولي للتدريب.

بدأ الدكتور نور الأمسية بطرح تساؤلاته حول "هل هناك من يستطيع التفكير دون استخدام اللغة؟ وهل هناك من يستطيع أن يتحدث ويتكلم لغة دون أن يفكر؟"، كما ذكر ان الله سبحانه وتعالى كرم آدم عليه السلام كما جاء في سورة البقرة (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ)، وفي سورة العلق قوله تعالى: (اقرأ)، وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) جزء كبير مهم للإنسان أن الله سبحانه وتعالى كرمه بهذه اللغة.

ثم تدرج الدكتور نور في ماهية اللغة؟ وذكر أن اللغة هي: فضل وهبة ومنحة من الله سبحانه وتعالى أعز فيها هذا الإنسان وكرمه ورفعه عن كثير من المخلوقات، وهذه اللغة ليست فقط تحدث وإنما اتصال وتواصل، وبناء وحضارة، وتحقيق عبودية لله سبحانه وتعالى في الأرض، فهذه اللغة جزء مهم منها تكريم لهذا الإنسان، وأعلى منازل التكريم هو اللغة وفي منحه تعالى للإنسان العقل ليفكر وليبدع وليبني وليحقق هذه العبودية (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وهذه اللغة بمثابة التكليف للإنسان وذلك التكليف يأتي من خلال الرسل الذين أرسلهم الله للعباد، وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) فاختلاف الألوان والألسن بينهم ترابط كبير جدًا، وأثبتت الكثير من النظريات أن تلك اللغات متعددة في الكرة الأرضية وقد تتجاوز (5000) لغة حية حتى الآن بعضها يتحدث بها أفراد قليلون فقط، وبعضها يتحدث بها الملايين، وأكثرها انتشارًا اللغة الإنجليزية، وهناك ربط بين التكليف والاختلاف في الألوان والألسن بينها وبين تحقيق هذه الحضارة وأن الله سبحانه وتعالى حقق لهذا الإنسان الميزة التي يتفوق بها على سائر المخلوقات بإيجاد هذه اللغة فبها يبني، كما أُنزلت الرسل بلسان هذه اللغة، والحضارة وتطوير الأرض لا يتأتى إلا بهذه اللغة، كذلك التفكير والتواصل، كما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل للناس بلغاتهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وقال تعالى" (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ويذكر الله سبحانه وتعالى للناس إن هذا الاختلاف شيئًا طبيعيًا وذلك الاختلاف مرتبط بالاختلاف اللغوي مع اختلاف الأجناس حتى يتم التعارف والتكامل بين البشرية.

ووضح الدكتور نور أن الله سبحانه وتعالى اوجد وخلق في الإنسان أجهزة لاكتساب هذه اللغة وتحصيلها فيولد بها الإنسان وهي: الجهاز السمعي، والعقل أو الذهن، وجهاز النطق المكون من "الحبال الصوتية، والتجويف الأنفي، والتجويف الفموي، الأسنان، اللسان، ليونة الشفتين"، وأن اكتساب اللغة هو امر فطري ويكتسب ويتعلم ويستزيد مع مرور الزمن.

ثم بيّن الدكتور نور أن القرآن الكريم في مجمله يتحدث عن اللغة في كثير من المواضع المختلفة جدًا، وعبادة الله سبحانه وتعالى لا تتم إلا بالمعرفة، والمعرفة لا تتم إلا بالفهم، والفهم لا يحصل إلا باللغة، فباللغة تتم العبادة الصحيحة كما يرغبها الله سبحانه وتعالى، ومن يرغب بتعلم اللغة الثانية عليه أن يتعلم اللغة الأم بشكل قوي فاللغة الأم إذا تُعلمت واكتسبت بالشكل الصحيح والقوي سيكون لها تأثير إيجابي على تعلم الثانية وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن اللغة في السنة النبوية الشريفة.

وفي ختام الأمسية تطرق الدكتور نور إلى اللغة في حياة الأطفال حيث ذكر أن الخمس السنوات الأولى في عمر الطفل من أخطر السنوات "لغويًا" ومن الجيد أن يكتسب الطفل اللغة الإنجليزية ولكن كلغة ثانية دون تقليل من شأن استخدام اللغة العربية السليمة استماعًا ولاحقًا قراءة، ثم حذر الدكتور نور من التلوث اللغوي أو ما يؤثر على اكتساب اللغة الأم، والمقصود بالتلوث اللغوي "ما يؤثر على اكتساب لغة الأم من تشويه أو نطق غير سليم للغة الأم من قبل الخدم أو السائقين على سبيل المثال"، كما ذكر أن من أجمل طرق اكتساب اللغة العربية الأم وأفضلها تدريب الأطفال على قراءة القرآن الكريم وتجويده وقبلها الاستماع له والانصات، وسيستمع الطفل للغة سليمة النطق وكذلك لاحقًا سيتدرب الطفل على مخارج الحروف الصحيحة وسينعكس ذلك على تطوير ملكة النطق وبالتالي الترتيل السليم وسيكون هناك اتساع للمدارك.