جامعة أكاديميون العالمية AIU :: (الذكاء الاصطناعي) أمسية تجمع بين العلم والمستقبل المشرق

(الذكاء الاصطناعي) أمسية تجمع بين العلم والمستقبل المشرق

الخميس 28 أكتوبر 2021

تطلق منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية أمسيات أسبوعية كل ثلاثاء مساءً لتسليط الضوء على مواضيع يهم المجتمع المعاصر في كافة المجالات، وتضم الأمسيات نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، وأمسية هذا الثلاثاء 22/3/1443هـ الموافق 28/10/2021م بعنوان (الذكاء الاصطناعي) التي ألقتها الدكتورة: فاطمة عبدالرحمن عثمان باعثمان دكتوراه ذكاء اصطناعي حديث، والأكاديمية والباحثة والإدارية والاستشارية في قطاع الأعمال، وبدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءً على تطبيق زووم، وقدم الأمسية الدكتور مشعل بن ياسين المحلاوي.

بدأت الدكتورة باعثمان الأمسية بنبذة عن الذكاء الاصطناعي كونه بدأ في الستينات وكان ذلك خلال مؤتمر أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في مدينة كاليفورنيا، وقد جاء فكرة الذكاء الاصطناعي من قبل عالمين معروفين في هذا العلم، وبقي الذكاء الاصطناعي لفترة طويلة داخل بيئة الحاسوب والنظم، وبدأ يتشكل بأكثر من طريقة حيث تدرجت معارفه، وتطبيقاته، كما أن هناك صعود وهبوط لهذا العلم، ففي الثمانينات بدأ هذا العلم في مراحل مختلفة، وفي التسعينات بدأ في الهبوط ولم يواجه التوقعات التي كان من المفترض أن يخرجها، ثم بعد ذلك تطورت مدرسة الذكاء الاصطناعي وخرج من داخل الحاسوب إلى بيئات مختلفة، وجاءت مدرسة الذكاء الاصطناعي الحديثة حيث بدأت في الـ 2000م.

وذكرت الدكتورة باعثمان أن التغيير الذي طرأ على الذكاء الاصطناعي هو أهمية نشوء مدرسة الذكاء الاصطناعي الحديثة والتغيرات التي طرأت عليها، فجاء في بعض النماذج المختلفة كالواقع المدمج، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والواقع الفيزيائي، وكذلك التفاعل وتحريك الكائنات الروبوتية حتى أصبحت الكائنات والروبوتات التقليدية، روبوتات ذكية، وجاء بعد ذلك الكائنات الرقمية، والكائنات الشبه بشرية، أو الكائنات البشرية التي يتم تطعيمها بنوعيات من الذكاء الاصطناعي ومنها "المساعدات الرقمية".

ووضحت الدكتورة باعثمان أن هناك علاقة كبيرة ووطيدة بين الذكاء، والذكاء الاصطناعي حيث يمكن العودة إلى تعاريف الذكاء الاصطناعي في اللغة التي تشير إلى أنها: قدرات مكتسبة أو إبداعية أو مضمنة وذلك قد يكون لها علاقة بالجينات أو قد تكون مكتسبة من البيئات المختلفة، ومن أهم ميزات الذكاء: النمو، والتطور، والتكيف، وتعليل الذات مع البيئة، وعلى هذا الأساس جاء الذكاء الاصطناعي والغير طبيعي ليشابه هذه القدرات في النظم التكنولوجية والبيئات والكائنات المختلفة، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي يصنف علمًا قائمًا بذاته ويجمع بين العلوم البينية، والمتداخلة، والمركبة، متكاملاً مع جميع العلوم الإدراكية.

وأشارت الدكتورة باعثمان أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل عالم الشركات في جميع المجالات، حتى أصبح هناك من يحرص أن يضمن هذه المكاسب التي يمكن أن تنتج من الذكاء الاصطناعي في عمليات النمو، وفي عمليات التقدم، كما أن الذكاء الاصطناعي يهتم بصفة مخصصة ومحددة لحل المشاكل المعقدة جدًا، وعادة تقوم النظم الذكية على مفاهيم وأساسيات علمية فليس أي نظام يمكن تصنيفه على أنه نظام ذكي سواء كان حركي أو ميكانيكي، وهناك الكثير ممن يخلط تعريف الذكاء وحركية الأنظمة، أو تفاعلية الأنظمة، ولذلك قد يبدو للبعض مستحيلاً نظرًا لعدم المعرفة الكاملة بهذه الأساسيات.

وألقت الضوء الدكتورة باعثمان على منهجين أساسيين للذكاء الاصطناعي وهو: المنهج التحليلي، والمنهج التطبيقي، والتطبيقي هو الذي يتم تطبيقه في المعامل الفيزيائية والكيميائية والأحياء، أما المنهج التركيبي فهو ما يطبق في بعض العلوم الهندسية وأبسطها لعبة اللوقو، أو بناء الروبوتات الذكية، وعادة يتم استخدام أساليب اجتهادية ومنطقية لتحقيق الأهداف، كما أن مردود حجم الذكاء الاصطناعي عالميًا يقدر بما يزيد عن 15 ترليون، وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط بـ 320 بليون، ومع نهاية عام 2030 قد يتخطى هذا الرقم بكثير، حيث توجهت السعودية بقوة نحو الاقتصاد واستخدامات الذكاء الاصطناعي ولذلك سارعت دول العالم بوضع استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي.

وعرضت الدكتورة باعثمان عرضًا تقديميًا يشمل محاور مختلفة لخارطة الطريق لجمعية الذكاء الاصطناعي المتضمن لرؤية الجمعية التي تؤمن بقدرة الذكاء الاصطناعي على حل مشاكل الشباب وتسهيل حياتهم وتجويد المنتجات واستدامتها، وتوفير فرص للشباب للنهوض بهم لمستوى العالمية وقدراتهم على تطوير الذكاء الاصطناعي، وتركزت رسالة الجمعية في رفع كفاءة المجتمع من خلال المؤشرات الدولية للذكاء الاصطناعي تماشيًا مع رؤية 2030 كأولوية وطنية في التطوير والابتكار والمعرفة وريادة الأعمال، كما  عرضت الدكتورة أهداف الجمعية ونشاطاتها، وعرجت على توضيح الهيكل العام لجمعية الذكاء الاصطناعي وبعض أعضاء الجمعية البارزين، كما عرضت مؤشر التنافسية حيث تقدمت المملكة في ثلاث محاور رئيسية: التكنولوجيا، والمعرفة، والجاهزية المستقبلية، وبينت مساهمة الشباب في مؤشرات الذكاء الاصطناعي العالمية، كما أوضحت موائمة أنشطة الجمعية مع مؤشرات رؤية 2030 والذكاء الاصطناعي العالمية للتنمية المستدامة للشباب، كما أشارت إلى بعض البرامج والمبادرات للجمعية، ونتائج بناء المجتمع الخامس.

وفي نهاية الأمسية أضافت الدكتورة باعثمان أن الذكاء الاصطناعي تفوق على العقل البشري في كثير من الأعمال كتحليل البيانات فلا يمكن للإنسان أن يحلل البيانات بنفس الطريقة التي يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي وبالسرعة ذاتها، وسوف تكون هناك نقلة قوية جدًا خلال العشر سنوات القادمة للذكاء الاصطناعي، وبدأت عملية تقنين مقدرات الذكاء الاصطناعي وتوجيهه التوجيه الصحيح من أجل الإنسان ومصلحة البشرية والوطن، وأن على الشباب الانخراط في مدارس الذكاءات الاصطناعية وفهم تقنياتها، حيث أن الوظائف المستقبلية معظمها يصب في فهم وتوجيه الذكاء الاصطناعي وكيفية إدارته لخدمة البشرية.