تطلق منصة أكاديميون الثقافية المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء وأعضاء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية أمسيات أسبوعية كل ثلاثاء مساءً لتسليط الضوء على مواضيع يهم المجتمع المعاصر في كافة المجالات، وتضم الأمسيات نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، وأمسية هذا الثلاثاء 27/3/1443هـ الموافق 2/11/2021م بعنوان ("ساريا" استخدام الذكاء الاصطناعي لإنقاذ مرضى سكري العين من العمى) التي ألقتها الأستاذة الدكتورة: سلوى بنت عبدالله الهزاع بروفيسور اكلينيكي وكبير الاستشاريين في طب وجراحة العيون، والملقبة بـ "طبيبة الملوك"، و"طبيبة الخمس قارات"، وبدأت الأمسية عند الساعة التاسعة مساءً على تطبيق زووم، وقدمت الأمسية الدكتورة سونيا مالكي.
بدأت الدكتورة الهزاع الأمسية بالتوضيح على أن السعودية تتصدر دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية الرقمية 2021، وأن الذكاء الاصطناعي سيحيل صناعة الصحة الرقمية إلى نظام صحي مبتكر وفعال ومستدام ومتاح لجميع مرضى السكري، وينبع هذا الإنجاز من الدعم والتمكين والتمويل لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدى السنوات الماضية، كما يعكس القفزات النوعية التي حققتها المملكة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير القدرات الرقمية، والمشاريع الرقمية الضخمة نتيجة استراتيجية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023 المنبثقة عن رؤية المملكة 2030 "الصحة والرفاهية"، كما وضحت أن ساريا هي تقنية معتمدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفحص شبكية سكري العين وهو أحد المضاعفات الخطيرة الناتجة عن أمراض داء السكري، وأثبتت السرعة والأمان والدقة والاتساق مع سهولة الاستخدام، وأن نظام ساريا يقدم النتائج خلال دقائق مع توفير فحوصات فورية لمرضى داء السكري في مكان اقامتهم على مستوى المنطقة.
وأشارت الدكتورة الهزاع أن الذكاء الاصطناعي هو الكلمة الرنانة الجديدة في طب العيون، وتحويل النظام الصحي التقليدي القائم إلى نظام رقمي، ووجود الذكاء الاصطناعي هو تمكين ومساندة الذكاء البشري الطبيعي ومهامه، ويتم إنشاؤه لجعل الأنشطة الصحية اليومية أكثر بساطة، كما أن الذكاء الاصطناعي والرقمنة ضرورة صحية مطلقة وهو وقود الاقتصاد، والمملكة المتحدة في طليعة من يستخدمون الذكاء الاصطناعي داخل "نظام صحة العين"، وساريا تركز حاليًا على مرضى العين السكري.
وأكدت الدكتورة الهزاع أن واحد من كل ثلاثة من مرضى السكري معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري في العين، ويقدر مرضى السكري بـ "463" مليون شخص في العالم، وجميع مرضى داء السكري بحاجة لفحص العين، ومن المتوقع أن يرتفع إلى "578" مليون بحلول عام 2030 " وهذا تزايد بنسبة 51%"، ويتم فحص 24% فقط في المملكة العربية السعودية، والأتمتة هي الطريقة الوحيدة لفحص النمو السريع للسكان، لذلك لابد من التشغيل الآلي؛ لأن الطريقة القديمة للأسف تستخدم موارد بشرية مكثفة، والانتظار الطويل للمريض، والتكلفة العالية، وحتى يحصل المريض على كشف عالي الجودة لابد تواجده في المستشفى.
ووضحت الدكتورة الهزاع أن هناك فرق شاسع بين الطب الاتصالي وبين الذكاء الاصطناعي؛ لأن الطب الاتصالي يعتبر تقليدي باستخدام الممهدين البشريين عن بعد، ومكلف، وتأخير في النتائج، أما الذكاء الاصطناعي يفحص المريض في مكانه، ويعطي النتائج بشكل فوري والمريض لا يزال في غرفة التصوير، كما أنه يزيد من الكفاءة والإنتاجية، ويوفر الوقت، ويستفاد من مهارات استشاري العيون بحكمة ودقة لتقوية خبراتهم الجراحية، كما يقلل من الموارد غير الضرورية للمؤسسة، ويوفر الرعاية لطريقة يسهل الوصول إليها بأسعار منخفضة، ويسعى لراحة المريض ومقدمي الخدمة.
وبينت الدكتورة الهزاع ما يميز نظام ساريا حيث أنه يستخدم في خمس قارات، وأستخدم على 500 ألف مريض، وعلى أكثر من مليونين صورة شبكية، وتهتم السعودية لنظام ساريا لأن بها سبع مليون مريض سكري، والعمل على وصول هذا البرنامج إلى كل مريض سكري في السعودية، كما شرحت الدكتورة آلية استخدام النظام، ومميزاته، والفرص في اشتراكات العملاء، وأضافت: " في السنين القادمة نتطلع لوضع النظام على أجهزة الجوال المحمول حتى لا يحتاج المريض للذهاب إلى مركز السكري أو العيادات الأولية، بل يحصل عليه وهو في منزله وفي أي وقت"، وعرضت الدكتورة الاستنتاجات، ثم شكرت جميع أعضاء المنصة والقائمين عليها، ثم أردفت: "حلمي أن أصل إلى كل مريض سكري في المناطق النائية الذين لا يوجد لديهم الإمكانيات لزيارة المدن الكبرى للعلاج".